كان الجزائريين بسيدي بلعباس أثناء الإستعمار الفرنسي ،يعانون الجهل الأمية الإقصاء والتهميش، فانعدمت المدارس العربية في القرن 19م ،أما المدارس الفرنسية فكانت مخصصة للأوربيين .وكان سكان المنطقة يرفضون التعليم بالمدارس الفرنسية

في القرن 20 كان الإقبال محتشم من طرف أبناء منطقة سيدي بلعباس علي المدارس التعليمية الحكومية ، وعلي العكس من ذلك كان التعليم العربي الإسلامي الحر يعرف إقبالا كبيرا من طرف سكان المنطقة ، وكان هذا التعليم متمثلا في الزوايا والكتاتيب وهذا طيلة القرن 19 وكانت هناك 05 فروع من الزوايا النشطة وهي الزاوية الزيانية والمنسوبة إلي ” سيدي محمد بن زيان “،الزاوية الطيبية يعود أصلها إلي مدينة “وزان المغربية ” ، الزاوية القادرية أصلها يعود إلي “عبد القادرالجيلالي” ببغداد “العراق” ، الزاوية الدرقاوية نسبة إلي المدينة المغربية ” درقة ” ، الزاوية العيساوية نسبة إلي مرابط من المغرب ، الزاوية التيجانية وزاوية بن تكوك والتي تأسست سنة 1859م .

لقد تميزت هذه الزوايا والتي كانت في نفس الوقت مؤسسات تعليمية متواضعة من حيث التعليم الذي تقدمه لأهالي المنطقة ولكنها إستطاعت ملئ الفراغ الروحي والحفاظ علي تلك الشخصية الجزائرية التي هي معتزة بدينها ووطنيتها كما أن هذه الزوايا وقفت في وجه التنصير والتأثر بالحضارة الغربية

الكتاتيب القرآنية :

كانت توجد بسيدي بلعباس منذ الإحتلال الفرنسي وهذا بمنطقة “أولاد علي ” خاصة وهذا في سنة 1849 ، وكلمة “كتاتيب” هي جمع لكلمة ” كتاب ” أي المكان الذي يجتمع فيه “القندوز” أو “التلميد” ووسيلة التعليم تقليدية أما المعلم فهو الطالب أو الشيخ

الذي يسهر علي تعليم هذا “القندوز” مبادئ القراءة والكتابة وحفظ القرآن وطريقة التعليم هي إلتفاف “القناديز” حول الطالب والجلوس علي الأرض فوق الحصائر والسجاجيد علي شكل دائرة نصفية ويملي عليهم الطالب بعض ما تيسر من القرآن الكريم

ويكتبونه علي الألواح الخشبية المطلية بطين الصلصال , أما الطالب ينتمي إلي عائلة فقيرة

وقد خضعت هذه المدارس للتفتيش وهذا حسب المادة 48 من مرسوم سنة 1882 والمادة 09 من قانون 30/10/1886 ومرسوم 18/01/1887 ،وكانت البلديات تشرف علي هذه المدارس ومراقبة مدرسيها .

إذا فقد أدت هذه الكتاتيب أيضا دورا في تنوير ومحاربة الجهل والأمية بين صفوف سكان سيدي بلعباس كما تصدت لكل محاولات التنصيروطمس الهوية الوطنية

الزوايا

كان دورها مشابه لدور الكتاتيب فنشطت خاصة في البلديات

الزاوية القادرية ببلدية “تلاغ ”

الزاوية التيجانية ببلدية “رأس الماء”

أما بلدية سفيزف فنجد بها أكثر من زاوية .

الزاوية الهبرية

الشيخ ” محمد بن قدوربن يسعد ” شيخ الطريقة الهبرية

أحد أتباع سي الشيخ الحبيب بن هنان صاحب الطريقة “الهنانية ” أو “الدرقاوية” وبعد وفاته كان” بن يسعد ” خلفا علي رأس الزاوية وهو في سن 15 من العمر ولكن لم يسمح له بتسلم الشيخوخة

فسلمت لأبن الشيخ سليمان والذي دل “محمد بن قدور بن يسعد ” للذهاب إلي ” الشيخ البودالي ” بعين معمر في تاخمارت

” سيدي قادة بن مختار مابين معسكر وفرندة”.فرجع ” محمد بن قدور” من عند شيخه” البودالي ” ومعه الطريقة الهبرية

” الدرقاوية الشاذلية ” واستطاعت سيدي بلعباس أن يكون لها حظ بأن تحتضن هذه الطريقة وقد أسست الزاوية عام 1890 في شارع برونجر .

بعد ذلك نقلت الزاوية إلي حي الأمير عبد القادر”القرابة ” وهذا مابين سنة 1936 إلي 1937 ثم سلمت الزاوية إلي

إبنه “محمد بن محمد ” والذي توفي سنة 1968 ثم إلي إبن أخيه ” عبد الرحمن بن يسعد ” ليتسلمها حاليا المقدم

“محمد الحبيب بن يسعد ” وفي النصف الأول من القرن 20 ،عينت الزاوية طالب “درار” لتعليم القرآن ولكن توقف هذا النشاط نظرا باشتغالها بالأمور الروحية

الزاوية العلاوية

هناك إختلاف في تأسيس هذه الزاوية فقد كانوا يجتمعون في المنازل قبل وهذا قبل تأسيس زاويتهم وهذا مابين 1914 إلي 1916 م،وفي الثلاثينات من القرن 20 تم تأسيس الزاوية في المقر الواقع ب ” لامباس دو سينغال ” والمحامي ” شعيب شكشو” هو أتباع هذه الزاوية حيث ذكر لنا أن الزاوية تأسست في 1940 م وفي نفس المكان .

وأول مقدم لهذه الزاوية هو ” الحاج بن علي الخالدي ” وقد لعبت الزاوية دورا إجتماعيا،دينيا ،ثقافيا بالمدينة

الزاوية القادرية بتلاغ

تأسست في 1922علي يد المقدم ” صحبي أحمد” فكانت عند تأسيسها عبارة عن خيمة .

وفي 1947 أصبح لها مقروقد إشتراه المقدم ” الصحبي ” ويقع في شارع شانزي ، كانت هذه الزاوية مقصدا لطالبي العلم ومن مختلف الجهات وحتي من المغرب الأقصي .

طريقة التعليم هي علي شكل حلقتين:

الحلقة الأولي: مخصصة للصغار يتعلمون فيها مبادئ القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم .

الحلقة الثانية: مخصصة للكبار أي من 15 إلي 30 سنة أما التعليم فيكون مركزا علي حفظ القرآن وإتمامه ،تعلم مبادئ اللغة العربية بما فيها قواعدها ونحوها …، الشريعة والتفسير، مبادئ التصوف

الزاوية التيجانية

يعود تأسيسها سنة 1936 برأس الماء “بيدو” ،عندما قام الشيخ ” سيد علي ” أحد أحفاد ” التيجاني ” مؤسس الطريقة التيجانية بزيارة إلي منطقة رأس الماء حيث أسس بها الزاوية ، وقد جمعت هذه الزاوية أحبابه وتلامذته والمتأثرين بهذه الطريقة .
كما إهتمت هذه الزاوية علي غرار الزوايا الأخري بالجانب الإجتماعي , الثقافي , الديني , العلم

قشيح محمد الشريف

اترك تعليقاً