تميزت السهرة الثانية من المهرجان الوطني لأغنية الراي لسيدي بلعباس طبعة 2018 بأداء طابع المداحات الذي تألقت فيه الشابة فاتي واستهوت بذلك قلوب العائلات العباسية التي غصت بها قاعة العرض الكبرى لدار الثقافة كاتب ياسين بعاصمة الولاية.
وقد تغنت العائلات لاسيما النسوة بهذا الطابع الغنائي الأصيل المميز لمنطقة الغرب من البلاد خاصة في الأعراس فكانت السهرة ممتعة مع الأداء المتميز للشابة فاتي والفرقة الموسيقية المتكونة من عازف على آلة الطبيلة والبندير والرباب والشكشاكة.
وقد استمتع الجمهور الحاضر من النساء بهذا الطابع الغنائي العريق والأصيل الذي يميز الأعراس الجزائرية في منطقة الغرب ويمثل موروث ثقافي أصيل لا يزال قائما وحاضرا بقوة في مختلف المناسبات والأفراح.
“تذكرني هذه السهرة الجميلة بعادات وتقاليد العائلات الجزائرية التي تحيي أعراسها بفرق المداحات التي كانت تحضر بالزي التقليدي المعروف باسم البلوزة كرمز من رموز الهمة والشأن” حسب ما ذكرته السيدة مختارية التي حرصت على حضور هذه السهرة لولعها الكبير بهذا الطابع الغنائي المميز والذي يعد موروثا ثقافيا هاما لدى سكان منطقة الغرب.
وفضلا عن طابع المداحات الأصيل شكلت السهرة الثانية للمهرجان الوطني لأغنية الراي فرصة هامة أمام الوجوه الفنية المحلية الشابة على غرار الشاب جواد الذي تألق في أدائه لأغاني رايوية تعالج مواضيع مختلفة والتي عرفت تجاوبا كبيرا من طرف الحاضرين لاسيما فئة الشباب.
كما تميزت هذه السهرة بأداء ملفت لفرقة الراب فلود التي ألهبت المسرح وخطفت الأضواء برقصها العصري الجميل الذي استهوى قلوب الحاضرين الذين استمتعوا كثيرا بالأداء المميز لهذه الفرق الشابة.
وفضلا عن ذلك عرفت السهرة الثانية للمهرجان الوطني لأغنية الراي لسيدي بلعباس مرور العديد من الأسماء الشابة التي أثبت وجودها في فضاء الأغنية الرايوية الشبابية إلى جانب أسماء أخرى تملك رصيد هام في الطابع البدوي المحلي مهد أغنية الراي على غرار كل من جمال ميلانو وغانا المغناوي وكادير الصغير والشاب رياض وتوفيق المدرومي والشابة سهام.
هذا وسيعرف حفل الاختتام مشاركة كل من الشاب حسين نجمة وعدولة والشاب محفوظ والشاب رياض و الشاب محمد العباسي والشاب عباس والشيخ بلمو والشاب طارق والفنانة ياسمين عماري.
للتذكير ستخصص السهرة الثالثة من المهرجان الوطني لأغنية الراي المنظم تحت إشراف وزارة الثقافة وبالتعاون مع الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة لتنظيم موائد مستديرة وإلقاء محاضرات متبوعة بنقاش حول تاريخ الراي بين القديم والعصري من طرف فنانين وأكادميين ووجهوه ثقافية وإعلامية وذلك من أجل التعريف أكثر بفن الراي منذ النشأة والأجيال التي تعاقبت عليه.