المكلّف بمتابعة التّعمير ببلدية دحو:مخطّطات شغل الأراضي غير محترمة بسيدي بلعباس
توسّع فوضوي بالأحياء الشّمالية للمدينة
أرجع المهندس المعماري والمكلف بمراقبة ومتابعة التعمير على مستوى بلدية حاسي دحو بسيدي بلعباس إسماعيل سعدين سبب إختلال النسيج العمراني بالمدينة إلى عدم مطابقته للمقاييس الحديثة، وعدم تقيده بالإطار البنائي فضلا عن عدم احترامه لخصوصية العمارة الإسلامية.
كما أكّد أنّ السبب يرجع أيضا لتقليص دور المهندس المعماري الذي وجب منحه امتيازات أكثر من خلال إشراكه في مختلف مسابقات الهندسة المعمارية وفتح الأظرفة، وكذا في لجان التحكيم واختيار المشاريع للرفع من مستوى العمران والبناء، هذا الأخير الذي بات يعاني الكثير من النقائص والعيوب، خاصة ما تعلق بتهميش المساحات الخضراء وعدم التقيد بأطر البناء، وهي الصورة التي تعكسها العديد من الأحياء الواقعة بالجهة الشمالية للمدينة، والتي تشهد توسعا عمرانيا فوضويا، على غرار حي سيدي الجيلالي، الروشي وبن حمودة التي لم تحترم فيها مخططات شغل الأراضي والمساحات الخضراء.
وأضاف المتحدّث أنّ ولاية سيدي بلعباس التي لطالما عرفت بنسقها نظرا لما تتميز به من عمران متراص، طرقات مستوية، مساحات خضراء وهندسة عمرانية مميزة، شهدت خلال العقدين الماضيين توسعا عمرانيا عشوائيا فرضته العشرية السوداء بعد نزوح العديد من سكان الأرياف، حيث اضطرت السلطات إلى توفير السكن للمواطنين دون أية دراسة دقيقة وعميقة ممّا أدّى إلى ظهور أحياء ذات كثافة سكانية كبيرة أو ما يطلق عليها إسم الأحياء المراقد، وهي الأحياء التي تفتقد لعديد المعايير التي تبنى بها الأحياء خاصة ما تعلق بالمساحات الخضراء، مرافق التسلية للأطفال، فضلا عن عدم احترامها لمقاييس البناء كنسب شغل الأراضي، احترام المسافات بين البنايات، التهوية، الإضاءة، الكثافة وغيرها، حيث أصبحت المقاولات تصنف الجمالية ضمن آخر اهتماماتها، في ظل غياب الصرامة والرقابة.
ولا يمكن الحديث عن التدهور العمراني بالولاية عموما دون الحديث عن مشاكل البنايات الفردية – يضيف المتحدث – والتي يشيدها المواطن بطرق عشوائية في ظل غياب الصرامة والتطبيق الفعلي للقوانين، حيث نجد جل البنايات بدون تهيئة خارجية ما تسبب في تشويه الوجه العام للأنسجة الحضارية، وهنا يمكن الحديث عن غياب ثقافة التهيئة والعمران لدى المواطن، الذي يتفنّن في تزيين مسكنه من الداخل في حين لا يكلف نفسه حتى القيام بأعمال بسيطة خارجية كالتهيئة والطلاء دون ذكر المساحات الخضراء التي لا يترك لها مجالا في مساحة مسكنه.
وفي ذات السياق، تعاني المباني القديمة بوسط المدينة والتي تعد رمزا عمرانيا من الإهتراء والهشاشة، ما دفع بالجهات الوصية إلى إطلاق مشروع لتهيئتها، وهو المشروع الذي يهدف إلى إعادة الإعتبار للبنايات التي تعد إرثا ماديا للمدينة، وقد خصّص للمشروع غلاف مالي قدّر ب 90 مليار سنتيم، حيث تم الإنتهاء من ترميم 11 بناية من جملة 27 بناية تجري بها الأشغال حاليا، على أن تتواصل العملية لتمس 107 بناية قديمة تقع جلها بوسط المدينة.