اخر الأخبار التي وصلتنا من محكمة عين مليلة التابعة لأم البواقي و المحاكمة النهائية لكل من الرئيس شبيبة الساورة زرواطي و بن عيسى نورالدين مناجير اتحاد بلعباس و بركة رؤوف و الحكم عليهم بـ18 شهرا حبسا نافذا مع غرامة مالية لكل منهم بقيمة 20 مليون سنتيم، وتعويض بقيمة 100 مليون سنتيم لشركة شباب باتنة. في محاكمة تاريخية إستغرقت قرابة الخمس ساعات من الوقت، وتحت حراسة أمنية مشددة طوقت منذ الصبيحة محكمة عين مليلة بولاية أم البواقي، مسرح المحاكمة، مع إعطاء تعليمات برفض دخول الفضوليين ماعدا المعنيين بالقضية أو المكلفين بتغطية المحاكمة من الإعلاميين. وفي تمام الساعة التاسعة والنصف صباحا نودي على القضية رقم 2420، ومن خلالها كل الأسماء المعنية بالقضية، حيث جاءت على التوالي: بن عيسى نورالدين المعروف بإسم النوري (متهم)، بركة رؤوف الملقب بعماد (متهم)، زرواطي محمد رئيس شبيبة الساورة (متهم)، نزار فريد ممثلا لفريق شباب باتنة (ضحية)، بابوش ياسين (شاهد)، بلة عماد (شاهد) غاب عن المحاكمة بسبب دخوله القفص الذهبي في ذلك اليوم، طالبي ميلود (شاهد)، خنفوسي بوضياف (شاهد). وقبل الشروع في المحاكمة، قدم دفاع المتهمين دفوعا أولية للمحكمة من ذلك أن تصوير الواقعة تعدي على الحريات الفردية وطلب عدم البت في هذه القضية لحين الفصل في القضية المرفوعة أمام محكمة بشار، وضرورة اللجوء للمحكمة الرياضية للفصل في هذه القضية، وهو ما اعتبره دفاع الضحية بأنه محاولة للتأثير على القضية. بن عيسى نورالدين نفى أن تكون له علاقة بالقضية رغم مواجهته بالفيديو، وأكد أن الصورة له، لكن الصوت ليس له، مشيرا بأن زميله بركة هو من قام بكل شيء بإتصاله بلاعبي الشباب ومحاولة ترتيب اللقاء وأصر أن مجيئه لعين مليلة برفقة إبن أخيه هو لإقتناء قطع الغيار لسيارته لا غير. المتهم الثاني بركة رؤوف هو الآخر تمت المناداة عليه ليقف أمام هيئة المحكمة ويقدم نفسه بأنه تاجر في سوق السيارات، ليواجهه رئيس الجلسة بأن من صفات التاجر الأمانة وتحدث في البداية كيف إتصل به رئيس شباب باتنة نزار وطلب منه إيجاد فرق للاعبيه ومنحه رقم هاتف اللاعب بلة عماد الذي، حسبه، لا يعرفه، لكن كشف الإتصالات أكد أنه إتصل به قرابة الست مرات، ليعود بعد فترة ويؤكد أن من منحه رقم اللاعب بلة عماد هو مدافع مولودية الجزائر زدام وليس نزار. بركة أكد صحة كل ما جاء في التسجيل الصوتي، ولكنه أكد بالمقابل أنه ليس صاحب الصوت. بركة أكد في تصريحاته أمام هيئة المحكمة أن زرواطي اتصل به فعلا، يوم الإثنين، أي قبل أربع وعشرين ساعة من موعد اللقاء لجلب لاعبين لتدعيم الفريق في فترة التحويلات الشتوية. المحكمة بعدها استدعت زرواطي للإدلاء بشهادته، حيث ربط كل ما حدث بالصدفة وأكد أن معرفته لبن عيسى لا تتعدى كونه مسيرا سابقا لفريق اتحاد بلعباس. وبخصوص علاقته ببركة، فقد أكد زرواطي أن هذا الأخير هو عينه في الشرق يزوده بالخطة التي تلعب بها فرق الشرق شباب قسنطينة، شباب باتنة إلى غير ذلك. وقبل أن تواجه هيئة المحكمة زرواطي بالكم الهائل من المكالمات التي جمعته بكل من بن عيسى وبركة وعلى فترات متقطعة قبيل موعد المواجهة، فرد كعادته الصدفة. الشاهد الأول كان الحارس بابوش ياسين الذي قبل دخوله للمحاكمة، كان قد تلقى تهديدا بالتصفية الجسدية، مما جعله يدخل المحاكمة وهو تحت وطأة الخوف، مما اضطره لطرح الإنشغال على رئيس المحكمة، قبل أن يطمئنه هذا الأخير بأن هناك عدالة ولا خوف عليه، ليؤكد كل التصريحات التي جاءت في التسجيل ويؤكد محاولة إرشائه رفقة اللاعب بلة بمبلغ 250 مليون نظير رفع الأرجل لصالح الساورة. الشهود الآخرون، ونعني بهم ميلود طالبي وبوضياف خنفوسي، أكدا بدورهما صحة كل الأقوال المذكورة في المحاكمة، قبل أن يطلب زرواطي الكلمة ويقول إن الضحية من باتنة والشهود من باتنة، ليقاطعه رئيس المحكمة «الوقائع فرضت نفسها هكذا ونحن ما علينا إلا التعامل معها كما جاءت». النيابة، بدورها، وبعد الإستماع لدفاع الضحية، إلتمست للمتهمين الثلاثة حكما بالحبس النافذ لمدة 18 شهرا لكل منهم، مع غرامة مالية مقدارها 5 ملايين سنتيم لكل متهم. ليفسح المجال بعدها لدفاع المتهمين الذي حاول تقديم مبررات تسقط التهمة عن موكليهم، لترفع الجلسة قبل صدور الأحكام النهائية التي كانت في المساء وفي غياب جميع الأطراف، حيث أكدت المحكمة حكمها الأولي بـ 18 شهرا حبسا نافذا في حق المتهمين الثلاثة زرواطي محمد، بن عيسى نور الدين وبركة رؤوف، مع غرامة مالية لكل منهما بقيمة 20 مليون سنتيم وتعويض بقيمة 100 مليون سنتيم لشركة شباب باتنة. ليسدل بذلك الستار على أول محاكمة من هذا النوع في الجزائر وفي هدوء تام. في إنتظار جديد ما قد يلجأ له فريق شباب باتنة، الذي قرر طرق كل الأبواب لإسترداد حق الفريق والمطالبة بتطبيق القوانين بحذافيرها غير منقوصة، وهي الخطوة القادمة مثلما أشار فريد نزار رئيس الفريق، الذي كان أسعد الناس بالحكم الذي صدر عن محكمة عين مليلة ولصالح فريقه، مؤكدا أنه ماض في وعده بكشف كل المستور في ملف الفساد واستعادة حق فريقه وبالطرق القانونية. نزار حيا العدالة على شجاعتها في التناول مع هذا الملف والفصل فيه، كما قال، سابقة يجب أن تثمن لا أن تدفن. على العكس من ذلك، ومباشرة وبعد الإنتهاء من المرافعة، سجلنا خروج كل من زرواطي والمتهمين بن عيسى وبركة من أروقة المحكمة قبل أن يختفيا عن الأنظار، دون أن نسجل عودتهما وحضورهما الإعلان عن الحكم النهائي. بن عيسىزرواطي

اترك تعليقاً