إن غياب مراحيض عمومية في بعض مدننا الكبرى أصبح يشكل مبعث قلق ومحنة للمواطنين ، خاصة لدى الأطفال والمسنين، بل وحتى النساء، دون أن ننسى المرضى الذين يضطرون إلى استعمال المرحاض عدة مرات في اليوم، فليس لهم الاختيار، إما الذهاب إلى المقاهي العمومية التي حول بعضها المراحيض إلى مشروع خاص يدر أموالا على أربابها ، أو البحث عن ملاذ آخر.
إن افتقار مدن كبرى مثل سيدي بلعباس آهلة بالسكان وبالمرافق العمومية المتعددة وبكبريات المؤسسات والشركات ، لمراحيض عمومية تستجيب للتزايد المهول للراغبين في قضاء مصالحهم الإدارية والاقتصادية ، يشكل وصمة عار على جبين المسؤولين والقائمين على الشأن المحلي ، خصوصا في الشوارع الاستراتيجية ، وفي مدينة تحتوي على العديد من المرافق العمومية الكبرى.
مدينة بحجم مدينة سيدي بلعباس باتت تعاني هذا الأمر بشكل مستديم ، وسط مطالبة العديد من الجمعيات وفعاليات المجتمع المدني بإيجاد حلول لهذه الظاهرة التي تشكل مسألة اجتماعية وإنسانية ملحة يجب التعامل معها بحزم وعزم ، وحتى من الجانب الأخلاقي.
فإذا كان الرجال يستطيعون تدبر الأمر ، فكيف للنساء التعامل مع هذا الوضع ؟ ليظل السؤال مطروحا على المجالس المنتخبة وكل الجهات الوصية على المدينة للبحث عن حل لهذه المعضلة ، التي تؤرق بال السكان ، وكل الحقوق المشروعة للمواطن.
سيد احمد ، نادل بإحدى المقاهي ، يقول : “مشكلة المراحيض العمومية في سيدي بلعباس مشكلة حقيقية تبعث على الاشمئزاز ، ويكفي أن تتجول بوسط المدينة لتقف على ما لا يليق بمستوى جمالية المدينة ومظهرها الخارجي، فالناس في غياب هذه المرافق المهمة في حياة الإنسان ، يلجؤون إلى أقرب مقهى ليؤدوا ثمن الخدمة ، وهناك من الناس ، خصوصا النساء ، من يستحيي من الدخول إلى المقاهي ، بالإضافة إلى العجزة وذوي الاحتياجات الخاصة ، ناهيك عن الأطفال الصغار”.
إن انعدام المراحيض العمومية في المدينة ، ينتج عنه بعض المناظر السيئة الناتجة عن التبول في العراء التي تنبعث منها الروائح الكريهة ، والتي تساهم في تلوث المحيط البيئي للمدينة ، ما يؤدي إلى خلق مشاكل صحية عمومية ، وتشويه المنظر العام لها ، وهذا ما يؤدي بالكثير من الناس المحيطين بتلك الأماكن إلى اتخاذ إجراءات وتدابير للحد من هذه الظاهرة ، ومنعها بكل الطرق ، كالكتابة على الجدران ، وهي تعد رسائل لتوعية المارة من ممارسة ذلك السلوك، إلا أن الأمر يتعلق بالأساس بالأخلاق والثقافة السائدة لدى بعض المواطنين ، وخصوصا بعض الفئات المرضى العقليين والمتشردين ، غير آبهين بشعور الزوار وسكان المنطقة.
الأحياء الكبرى التي يقصدها المواطنون لقضاء مآربهم ، فلا يعقل أن النساء والأطفال يتجولون طيلة اليوم بعيدا عن منازلهم دون الحاجة لمرحاض ، وهذا مسؤولية المجلس الشعبي البلدي بالأساس ، ويضيف احد المواطنين : “وحتى إن وجدت هذه المراحيض ، تجدها مهملة وتفتقر إلى الشروط الصحية المطلوبة ، وفي بعض الأحيان إلى الماء