À: Rubrique courrier du lecteur
Message:
إلى الجزائريات والجزائريين أيها المواطنات، أيها المواطنين الأعزاء، ستجرى الانتخابات المحلية في الأيام القادمة، ستسمح لنا هذه الأخيرة بانتخاب مجالس شعبية للبلديات والولايات.
يستوجب التسيير الفعال لهذه المؤسسات التداولية احترام مبدأين: في المقام الأول مبدأ حرية الاختيار، أي الانتخاب في اقتراع عام، أما في المقام الثاني مبدأ استقلالية التسيير المالي.
لم يوجه النشاط السياسي والمؤسساتي للدولة، منذ قيام التعددية السياسية في الجزائر سنة 1989، من جل احترام هذين المبدأين، بل بالعكس فقد جاء كل من قانوني البلدية والولاية لينتزع أكثر صلاحيات المنتخبين ويضيق من نطاق اختصاصاتهم. ونتيجة هذه السياسة هو أن أي قوة حزبية، أي طاقم بلدي أو ولائي، يبقى عاجز وغير قادر على الدفاع بفعالية عن مصالح الجماعة المحلية، وعلى تسيير المصالح المحلية، وعلى الوصول إلى التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للسكان. وهذا يوضح أيضا هشاشة إن لم نقل عدم جدوى كل برنامج مقترح
عليكم. كيف نطلب من الناخبات والناخبين التوجه بكثافة إلى صناديق الاقتراع وهم يعلمون أنه غداة يوم الاقتراع ستظهر عدم قدرة المنتخب المحلي على التكفل بانشغالاتهم؟ إن الاقتراع لم يكن إلا حلقة أو تمرين مجرد خلال التاريخ الطويل للنظام السياسي في الجزائر. بالرغم من كل هذا، شاركت جبهة القوى الاشتراكية في معظم الانتخابات المحلية لأن الأمر بالنسبة لنا هو الوسيلة من أجل البقاء في المجتمع ومعه من أجل مشاركته محنه ومن أجل الإبقاء على الأمل. في كل مرة يقوم فيها أحد منتخبينا بمساعدة امرأة أو رجل أو طفل في خطر، في كل مرة يقوم فيها أحد منتخبينا برفع مظلمة، في كل مرة يقوم فيها أحد منتخبينا بمبادرة، وإن كانت صغيرة، تهدف إلى تحسين الحياة اليومية للسكان، فإن الأمل هو الذي يولد من جديد. هذه الجداول هي التي تصنع النهر الكبير للأمل. من أجل نفس الهدف، نشارك في الانتخابات لأننا نؤمن بأن قوى الشعب أقوى بكثير من قوى المال، نشارك من أجل نزع جذور الأطناب المحليين للنظام وخدمتهم الذين يشوهون العمل السياسي، ويساهمون بنشاط في إفراغ السياسة من محتواها وتفكيك المجتمع. إن حافز مشاركة جبهة القوى الاشتراكية، هذه المرة أيضا، هو نفس الأسباب التي جعلتنا نشارك في الانتخابات التشريعية لـ 10 ماي 2012، وأبعد من بعدها المحلي، فإن للمشاركة مطمح سياسي مرتبط بـ « الجو السائد » والرغبة في مواصلة الجهود من أجل إعادة الاعتبار للعمل السياسي وتعبئة المواطنين من جل تغيير سلمي وديمقراطي. يوضع اليوم، مثل الأمس، النظام على المحك، ربما هذه هي الفرصة الأخيرة التي تتاح لرئيس الدولة من أجل أن يقلع بمسار فتح حقيقي للمجال السياسي ووضع البلد في الوجهة الصحيحة، هذا يتعلق بمستقبله. تواصل جبهة القوى الاشتراكية، رغم شتى العراقيل وكل يوم، نضالها السلمي من أجل قيام ديمقراطية محلية، من أجل إلغاء قانوني البلدية والولاية ومن أجل تحسين الحياة اليومية للجميع. تكمن نقطة البداية، من أجل جهود حقيقية ومن أجل تقدم حقيقي، في التوجه لانتخاب يوم 29 نوفمبر 2012. نأمل ثقتكم.تسيير حر، تسيير آخر.
Geryville Ali Nadji